Harmony Clean Flat Responsive WordPress Blog Theme

Sponsor

ترجمة القصة القصيرة طبيعة غريبة An Enigmatic Nature أنطون تشيخوف

4:18:00 ص Unknown 0 Comments Category : , , , , , ,


تقدم ترجمة القصة القصيرة

" طبيعة غريبة | An Enigmatic Nature"


كافو CAVVU تقدم ترجمة القصة القصيرة " طبيعة غريبة | An Enigmatic Nature"  بقلم الأديب الروسي  " أنطون تشيخوف | Anton Chekhov "
كافو CAVVU تقدم ترجمة القصة القصيرة " طبيعة غريبة | An Enigmatic Nature"  بقلم الأديب الروسي  " أنطون تشيخوف | Anton Chekhov "

بقلم الأديب الروسي 


" أنطون تشيخوف | Anton Chekhov "


------------------------------------------------


على المقعد المخملي في إحدى عربات الدرجة الأولى في القطار كانت تجلس سيدة جميلة شبه مضطجعة. وكانت تمسك بشدة على مروحة ناعمة غالية الثمن ترتعش بين أناملها. وكانت تضع نظارات من الطراز القديم تنزلق باستمرار من على أنفها الصغير الجميل، وبروش يسقط على صدرها كقارب على سطح المحيط. إنها منفعلة جدا.
وعلى المقعد المقابل كان يجلس سكرتير اللجان الخاصة وهو مؤلف شاب صاعد ينشر من وقت لآخر قصصا طويلة حول الحياة الراقية في الصحيفة الرائدة في المقاطعة. إنه يحملق في وجهها، إنه يحملق بتركيز بعيني خبير.إنه يراقبها، يدرسها، يحلل كل جزئية من هذه الطبيعة الغامضة الاستثنائية. إنه يفهمها، يسبر غورها. كل حالتها النفسية هي الآن واضحة أمامه. 
" أوه، إنني أفهمك، إنني أفهمك حتى أعماق أعماقك". قال سكرتير اللجان الخاصة وهو يقبل يدها قرب سوارها. "إن روحك الحساسة المستجيبة تسعى للهروب من متاهة الـ ... نعم، إن الصراع هائل وعظيم. لكن لا تفقدي قلبك، سوف تكونين منتصرة! نعم!". 
"أكتب عني يا فولديمار!" قالت السيدة الجميلة بابتسامة حزينة. " لقد كانت حياتي ممتلئة جدا، متباينة جدا، على شكل مربعات. وفوق ذلك، فأنا غير سعيدة. أنا روح مطفأة في إحدى صفحات الأديب "دوستويفسكي". أظهر روحي إلى العالم يا فولديمار. أظهر تلك الروح المنحوسة. إنك عالم نفساني. لم يمضي علينا في القطار ساعة وها أنت قد سبرت أغوار قلبي. "
"أخبريني! أرجوك أخبريني عن نفسك!"
"اصغي إلي. كان أبي موظفا فقيرا في الخدمة. كان له قلب طيب ولم يكن بلا ذكاء؛ لكن روح العصر— بيئته -- أتفهمني" -- إنني لا ألوم أبي الفقير. كان يشرب الخمر، ويلعب القمار، ويقبل الرشوة. وأمي -- لكن لماذا أقول المزيد؟ الفقر، الصراع من أجل لقمة الخبز، تعمد الازدراء -- آآه، لا ترغمني على تذكر ذلك! علي أن أشق طريقي. إنك تعرف التعليم الوحشي في المدرسة الداخلية، قراءة روايات غبية، أخطاء الشباب المبكر، خفقان الحب الجبان. لقد كان كريها! التردد! آلام فقدان الثقة في الحياة، في نفس المرء! آه، إنك مؤلف. إنك تعرفنا نحن النساء. ستفهمني. للأسف لدي طبيعة عارمة. كنت أبحث عن السعادة -- وأي سعادة! كنت أتوق إلى تحرير روحي من عقالها, نعم، رأيت سعادتي في ذلك."
" مخلوقة جميلة" أخذ المؤلف يهمهم وهو يقبل يدها قرب سوارها. "لست أنت الذي أقبلها، بل أقبل الإنسانية المعذبة. هل تذكرين "راسكولنيكوف" وقبلته؟".
"أوه يا فولديمار، كنت أتوق إلى المجد، الشهرة، النجاح مثل كل -- لماذا أتصنع التواضع؟-- كل طبيعة فوق المألوف. كنت أتوق لشيء غير عادي، فوق ما تتوق إليه الكثير من النساء العاديات! وبعد ذلك-- وبعد ذلك - - اعترض طريقي - - جنرال عجوز - - ثري جدا. هل تفهمني يا فولديمار! كان ذلك تضحية بالنفس، نكران للذات! عليك أن تدرك ذلك! لم يكن بوسعي أن أفعل شيئا غير ذلك. لقد استعدت ثروات الأسرة، استطعت أن أسافر، أن أنجح. لكن كم عانيت، كم كنت متمردة، كم كان عناقه كريها - - برغم ذلك كنت لطيفة معه - - قاتل بنبل.. كانت هناك لحظات – لحظات مخيفة، لكنني بقيت مؤمنة بفكرة أنه سيموت يوما ما، وأنني عندئذ سأبدأ العيش كما أشاء، أن أهب نفسي للرجل الذي أعبده – أن أكون سعيدة. هذا الرجل موجود يا فولديمار، إنه موجود بالفعل" 
كانت السيدة الجميلة تحرك مروحتها بعنف أكثر. غمرت الدموع وجهها، ثم استطردت:
"غير أن الرجل العجوز قد مات أخيرا. ترك لي بعض الشيء. أصبحت حرة طليقة كالطير في الفضاء. والآن هي اللحظة التي أكون فيها سعيدة، أليس كذلك يا فولديمار؟ تأتي السعادة وهي تدق على نافذتي، وما كان عليّ إلا السماح لها بالدخول – لكن – يا فولديمار، أصغي إلي، أتوسل إليك! الآن هو الوقت الذي أهب نفسي للرجل الذي أحبه، أن أصبح شريك حياته، أن أساعده، أن أتبنى مثله العليا، أن أكون سعيدة – أن أجد الراحة — لكن – كم هي حقيرة وتافهة ولا معنى لها حياتنا كلها! كم هي خسيسة يا فولديمار! إنني تعيسة، تعيسة، تعيسة! مرة ثانية هناك ثمة عقبة أخرى في طريقي! مرة ثانية أشعر أن سعادتي لا زالت بعيدة، بعيدة! آه، يا للعذاب! – لو أنك فقط تعرف ما هو ذلك العذاب!"
"لكن ماذا – ما الذي يقف في طريقك؟ أتوسل إليك أن تخبريني! ما ذا يقف في طريقك؟"
" إنه جنرال عجوز آخر، ثري جداً ---".
تكشف المروحة المحطمة عن الوجه الجميل الصغير. يسند المؤلف أفكاره على قبضته – له حاجب كثيف، يفكر مليا بمظهر العلاّمة في علم النفس. تنطلق صافرة القطار بينما تمتقع ستائر النافذة باللون الأحمر الذي يعكسه مشهد غروب الشمس! 


********
Copyrights © 2014 CAVVU eTranslation, All rights reserved
جميع حقوق النشر والترجمة والتصميم محفوظة لـ كافو | CAVVU eTranslation — في CAVVU e-Translation.




مواقع صديقة:

RELATED POSTS

0 comments