Harmony Clean Flat Responsive WordPress Blog Theme

Sponsor

وفاة موظف حكومي The Death Of A Government Clerk أنطون تشيكوف

11:15:00 ص Unknown 0 Comments Category : , , ,

كــافـــو تقدم


وفاة موظف حكومي | The Death Of A Government Clerk | للكاتب الروسي أنطون تشيكوف | Anton Checkov
وفاة موظف حكومي | The Death Of A Government Clerk | للكاتب الروسي أنطون تشيكوف | Anton Checkov

ترجمة للقصة القصيرة "وفاة موظف حكومي"The Death Of A Government Clerk

بقلم الكاتب الروسي "أنطون تشيكوف"Anton Checkov



في إحدى الأمسيات اللطيفة، كان هناك موظف حكومي ليس أقل لطفاً يُدعى "إيفان ديميتريتش تشيرفياكوف" وكان يجلس في الصف الثاني من المقاعد في المسرح وهو يحملق خلال زجاج الأوبيرا في كلوشيز دي كورنفي. كان يحملق ويشعر أنه في قمة النعيم. ولكن فجأة ... غالبا ما نقابل في الروايات كلمة "لكن فجأة".. والمؤلفون على حق: فالحياة مليئة بالمفاجئات!  فجأة استجمع وجهه قواه، واختفت عيناه، وتوقفت أنفاسه... تناول نظارات الأوبيرا عن عينيه، انحنى و ... " عطس"!! عطس بشكل يمكنك تخيله.. إنه أمر لا يستحق التوبيخ أن يعطس في أي مكان. فالفلاحون يعطسون ، ومديرو الشرطة أيضا يعطسون، حتى أعضاء مجلس الملكة الخاصين يعطسون أحياناً. كل الرجال يعطسون. لم يشعر تشيرفياكوف بأدنى ارتباك. مسح وجهه بمنديله، وكرجل مهذب نظر حوله ليرى إن كان قد تسبب في إزعاج أي إنسان بعطسه. لكنه بعد ذلك غمره ارتباك. فقد رأى رجلا لطيفاً عجوزا كان يجلس في الصف الأول من المقاعد وكان يمسح بقفازه رأسه الأصلع بعناية وهو يتمتم في نفسه.  تعرف تشيرياكوف على ذلك الرجل اللطيف، كان اسمه بريزالوف، وكان جنرالا مدنيا يخدم في إدارة المواصلات.


"لقد أصبتُه برذاذ العُطاس" قال تشيرياكوف لنفسه." إنه ليس رئيس إدارتي، ، لكن الأمر لا يزال محرجاً، عليّ أن أعتذر له".
 سعل تشيرفياكوف، وانحنى بجسمه كله إلى الأمام وهمس في أذن الجنرال:
"عفواً، سعادتكم، لقد أصبتكم برذاذ العطس بلا قصد...".
"لا بأس، لا بأس."
"لآجل الله، لا تؤاخذني، أنا لم أقصد !"
أحس تشيرفياكوف بالحرج، ابتسم بغباء ثم جلس يحملق في المسرح. أخذ يحملق فيه لكنه لم يعد في أحسن أحواله. بدأ يضطرب من القلق. وفي فترة الاستراحة في المسرح ذهب إلى الجنرال بريزالوف، مشى بجانبه، وأخذ يتمتم بعد أن تغلب على خجله:
"لقد اصبتك برذاذ العطس، سامحني.. أنت ترى.. لم أفعل ذلك كي .." 
"أوه، كفى... لقد نسيتُ ذلك، لكنك مستمر في ذكره!" قال الجنرال وهو يحرك شفته السفلى بنفاذ صبر.
"لقد نسي، لكن هناك ضوء شرير في عينيه، " فكر تشيرفياكوف وهو ينظر بريبة إلى الجنرال. "كما أنه لا يريد أن يتكلم. عليّ أن أوضح الأمر له.. بأنني لم أقصد .. وأنه من قانون الطبيعة أو غيرها أن يظن أنني قصدت البصق عليه. إنه لا يظن ذلك الآن، لكنه سوف يظن ذلك فيما بعد.!"
عندما وصل البيت، روى تشيرفياكوف على زوجته ما حدث منه من انتهاك للسلوك الحسن. لقد صُدم لرأي زوجته حول ما حدث والذي تميز بالطيش؛ لقد كانت مذعورة قليلا، لكن لما علمت أن الجنرال بريزالوف كان في إدارة مختلفة، اطمأنت وهدأت.
" برغم ذلك، عليك أن تذهب وتعتذر،" قالت زوجته،" وإلا سوف يظن أنك لا تعرف كيف تتصرف أمام العامة."    

" ذلك ما يجب بالضبط! لقد اعتذرت، لكنه أخذ الأمر بطريقة غريبة... لم يقل كلمة واحدة لها مغزى. لم يكن لدي الوقت للتحدث بشكل سليم."
في اليوم التالي، ارتدى تشيرفياكوف بزة جديدة، وقص شعره وذهب إلى مكتب الجنرال بريزالوف ليوضح الأمر له. رأى وهو يدخل إلى غرفة الجنرال عددا من مقدمي العروض والشكاوى وكان بينهم الجنرال نفسه حيث كان قد بدأ في مقابلتهم.  وبعد أن انتهى الجنرال من سؤال العديد من مقدمي الالتماسات، رفع عينيه ونظر إلى تشيرفياكوف الذي قال  "بالأمس في أركاديا، لو تتذكر، سعادتكم.. لقد عطستُ و ... وبلا قصد أصبتك برذاذ العطس.. اغفر ..".
ما هذا الهراء... غير معقول مطلقاً!.. ماذا بوسعي أن أفعل لك" قال الجنرال مخاطبا مقدم الالتماس التالي.
لا يريد أن يتكلم،" قال تشيرفياكوف وقد أصبح لون وجهه شاحباً؛ " ذلك يعني أنه غاضب... لا، لا يمكن ترك الموضوع هكذا... سأوضح الأمر له".
عندما أنهى الجنرال حديثه مع آخر شخص من المراجعين واتجه نحو أموره الداخلية، تقدم تشيرفياكوف خطوة نحوه وأخذ يتمتم:" يا سعادة الجنرال! إذا تجرأت على إزعاج سعادتكم، فإن ذلك ببساطة من باب الاعتذار!.. لم يكن ما حدث مقصودا إذا تفضلت وصدقتني."
 أشاح الجنرال له بوجه كئيب ولوح بيده قائلا: " لماذا، إنك ببساطة تجعل مني أضحوكة يا سيدي" قال ذلك بينما كان يغلق الباب خلفه.
"أين لي أن أجعل منك أضحوكة" قال تشيرفياكوف في نفسه،" ليس هناك شيء من هذا! إنه جنرال، لكنه لا يمكن له أن يتفهم. لو كان الأمر غير ذلك، لما أردت الاعتذارعن ذلك  أبدا. فليذهب إلى الشيطان. سوف أكتب له خطاباً، لكنني لن أذهب. باسم المحبة لن أذهب".
كان هذا هو ما فكر فيه تشيرفياكوف عندما ذهب إلى بيته؛ لم يكتب خطابا إلى الجنرال، أخذ يتأمل ويتأمل ولم يتمكن من كتابة ذلك الخطاب, وفي اليوم التالي ذهب بنفسه ليوضح الأمر للجنرال.
"لقد غامرتُ وتسببتُ في إزعاج سعادتكم بالأمس،" قال متمتماً، عندما رفع الجنرال عينيه ناظراً إليه،"لا أقصد المزاح والمرح كما قلت. كنت أقدم اعتذاري عن إصابتك برذاذ العطس... ولم أحلم بجعلك أضحوكة. هل يمكنني أن أتجرأ على ذلك. ولو فعل الناس ذلك فيما بينهم، لن يكون هناك عندئذ احترام لأي شخص، سيكون هناك...".   
"أغرب عن وجهي"، صرخ الجنرال وقد تغير لون وجهه فجأة إلى وردي وهو يرتعش من أعلى رأسه حتى أخمص قدميه.
"ماذا؟" سأل تشيرفياكوف بصوت هامس وقد أصيب بالخدران من شدة الرعب.
"أغرب عن وجهي!" قالها الجنرال مرة ثانية وهو يدوس الأرض بقدميه بشدة.
كان يبدو كأن شيئاً ما قد خرج من معدة تشيرفياكوف. وعندما لم يرى شيئاً ولم يسمع شيئاً، ترنح نحو الباب وخرج إلى الشارع، وأخذ يسير متمايلاً..."
  عندما وصل البيت بشكل ميكانيكي، خلع بزته، واستلقى على الأريكة وفارق الحياة."

RELATED POSTS

0 comments