Harmony Clean Flat Responsive WordPress Blog Theme

Sponsor

ترجمة القصة القصيرة الرجل العجوزالذي كان عند الجسر إرنست هيمنغوي

6:09:00 ص Unknown 3 Comments Category : , , ,


قصة قصيرة مترجمة بعنوان" الرجل العجوز الذي كان عند الجسر "


الرجل العجوز ،،، الذي كان عند الجسر
الرجل العجوز ،،، الذي كان عند الجسر

بقلم الكاتب الأمريكي/ إرنست هيمنغوي The Old Man at the Bridgeby Ernest Hemingway


تمت الترجمة بواسطة - كافو CAVVU
__________________________________

كان يجلس عند الجسر على جانب الطريق رجل عجوز، وكان يضع نظارات ذات إطار معدني ويرتدي ملابس مغبرّة. كان هناك جسر عائم على النهر تعبر عليه العربات، الشاحنات، والرجال والنساء والأطفال. وكانت العربات التي يجرها البغال تترنّح على الضفة المنحدرة من الجسر والجنود يقومون بالمساعدة في دفعها على قضبان عجلاتها. وكانت محركات الشاحنات تدوي وهي تعبُر، وكان الفلاحون يمشون بتثاقل في غبار يصل حتى الركبة. غير أن الرجل العجوز كان يجلس هناك بلا حراك. لقد كان متعبا جدا لدرجة أنه لم يستطع أن يسير أبعد من ذلك المكان.
كانت مهمتي أن أعبر الجسر واستطلع رأس الجسر في الجانب الآخر وأرى إلى أي نقطة تقدم العدو. قمت بتلك المهمة ثم عدت إلى الجسر. لم يكن هناك عربات كثيرة وكان هناك قليل جداً من الناس يسيرون على الأقدام. بيد أن الرجل العجوز كان لا يزال هناك في مكانه.
سالته: "من أين أنت؟"
قال" من سان كارلوس"، وكان يبتسم.
كانت تلك المدينة مسقط رأسه ولهذا كان يسرّه أن يذكرها ويبتسم.
"كنت أهتم بالحيوانات" قال موضحا.
"أوه!"، قلت، ولم أفهم جيداّ ماذا كان يقصد.
قال: " نعم، لقد ظللت أعتني بالحيوانات. لقد كنت آخر شخص يغادر المدينة".
لم يكن يظهر عليه أنه راعي ولا راعي أبقار، ونظرت إلى ملابسه السوداء المغبرّة ووجهه الأشهب المغبرّ ونظاراته ذات الإطار المعدني، وقلت،"ما الحيوانات التي كنت ترعاها؟"
"حيوانات مختلفة" رد قائلاً، ثم هزّ رأسه وقال:"كان عليّ أن أتركها".
كنت أراقب الجسر والبلدة ذات المظهر الإفريقي "دلتا إبرو" متعجباً كم من الوقت سيمضي قبل أن نرى العدو، وكنت أسمع طوال الوقت أول ضجيج يخبر عن ذلك الحدث الذي يسمى تماس، وكان الرجل العجوز لا يزال جالساً هناك عند الجسر.
سألته: "ما تلك الحيوانات؟".
قال " كان هناك ثلاثة حيوانات. كان هناك اثنتين من الماعز، وبعد ذلك كان هناك أربعة أزواج من الحمام".
سألته: " واضطررت أن تتركها؟"
"نعم. بسبب المدفعية. طلب مني القائد أن أذهب بعيداً بسبب المدفعية".
سألته وأنا أراقب النقطة البعيدة من الجسر حيث كانت عربات قليلة أخيرة تسير بعجلة أسفل منحدر ضفة النهر.
" وليس لك أسرة؟".
قال "لا، فقط الحيوانات التي ذكرتها لك. القط بالطبع سيكون بخير. يمكن للقط أن يعتني بنفسه، لكن لا يمكنني أن أفكر فيما سيحدث للحيوانات الأخرى".
سألته "ماذا تعرف من السياسة؟".
قال،" أنا بلا سياسة. " أبلغُ من العمر ستين سنة. لقد قطعت مسافة اثنا عشر كيلومتراً وأعتقد أنه ليس بإمكاني السير أبعد من ذلك".
"قلت له:" هذا ليس مكان جيد تتوقف فيه. إذا استطعت أن تسير، هناك شاحنات على الطريق إلى "تورتوسا".
قال، "سأنتظر بعض الوقت. وبعد ذلك سأذهب. إلى أين تسير الشاحنات؟".
أجبته "تجاه برشلونة".
قال "لا اعرف أحداً في تلك الناحية. لكن، شكراً جزيلاً لك. شكراً جزيلاً مرةً ثانية".
نظر إليّ وهو متعب وبلا تعبير، ثم قال كمن يريد أن يُشرك الآخرين في همومه: "ستكون القطة بخير، أنا متأكد من ذلك. لا داعي للقلق على القطة. لكن الحيوانات الأخرى.. والآن ماذا ترى بالنسبة للحيوانات الأخرى؟"
"لماذا.. ربما ستكون بخير".
"تعتقد ذلك؟"
لم لا"، أجبته وأنا أراقب الضفة البعيدة حيث لم يكن هناك عربات.
"ولكن ماذا ستفعل تلك الحيوانات تحت القصف المدفعي وقد طُلب مني المغادرة بسبب المدفعية؟".
سألته "هل تركت باب قفص الحمام مفتوحاً؟".
"نعم".
" إذاً سيطير؟ ".
قال " نعم، بالتأكيد سيطير. ولكن الحيوانات الأخرى.. من الأفضل عدم التفكير في الحيوانات الأخرى".
قلت له مُلحاً "إذا كنت مرتاحاً سأذهب. انهض وحاول المشي الآن".
قال " شكراً"، ثم وقف على قدميه وهو يترنح من جانب إلى آخر ثم جلس مسندا ظهره في التراب.
"كنت أعتني بالحيوانات " قال بضجر ولكن لم يعد يوجه حديثه إلي. "كنت فحسب اعتني بالحيوانات".
كان لا حول ولا قوة له. كان يوم الأحد عيد الفصح وكان الفاشيون يتقدمون نحو "إبرو" . كان يوما رماديا ملبدا بالغيوم على مستوى منخفض. لذلك لم تظهر طائراتهم في السماء.

RELATED POSTS

3 comments